لماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟ قبل أن أضع بين يديك الإجابة دعني أسألك سؤالًا واحدًا، هل شعرت ذات مرة بالقلق أو التفكير السلبي ومن ثم شعرت بعدها مباشرةً بآلام في معدتك أو فقدان لـ شهيتك نحو الطعام، أو ألم وانتفاخ في القولون؟ إذا كانت الإجابة “نعم” فهذا يعني بالضبط ما توصل إليه العلماء نتيجة أبحاثهم ودراساتهم العلمية التي أثبتت أن هناك ارتباط وثيق بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، ولذلك تنعكس آثار الصحة النفسية على جسد الإنسان فعندما تشعر بالقلق أو التوتر العصبي ينعكس ذلك على صحتك الجسدية وأولها الجهاز الهضمي نظرًا لوجود سيالات عصبية في الدماغ مرتبطة بشكل مباشر بالجهاز الهضمي، ولذلك إذا حدث خلل في الصحة النفسية يؤثر بالضرورة على الجسم، ومن هنا يتبين لنا أهمية الاهتمام بالصحة النفسية ورعايتها.
لماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟
تعتبر الصحة النفسية جوهر الحياة البشرية وهي الدافع والمحرك الأساسي للإنسان، ولذلك يُعد الاهتمام بها أولوية تأتي دائمًا في الصدارة وتستحق التفكير العميق.
وتتعدد الأسباب والعوامل التي تجعل الاهتمام بالصحة النفسية يشغل أولوية واهمية بالغة، وفي هذه المقالة سنقوم بتسليط الضوء على تلك الأسباب التي لا تدع أمامك مجالًا للتساؤل حول لماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟
ما اهمية الصحة النفسية في حياتنا؟
في الحقيقه لن أبالغ إذا أخبرتك بأن الصحة النفسية تشبه البنزين الذي يدفع سيارتك للسير وقطع المسافات مهما كانت طويلة.
وهي أيضًا بمثابة الهواء الطبيعي الذي نستنشقه، فيجعلنا نحيا الحياة ونعيشها أصحاء سالمين.
إذًا فالصحة النفسية جزء من حياتنا لا يتجزأ ولا ينبغي إغفاله أبدًا لأن تأثير هذا الجزء الحيوي مرتبط بالصحة الجسمية والعقلية والعلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل وكل مناحي الحياة وجوانبها المختلفة.
وكلما اعتنيت جيدًا بصحتك النفسية كلما ساعدك ذلك على الشعور بالرضا والسعادة في حياتك والتوازن النفسي.
والتخلص من الضغوطات والقدرة على حل المواقف الصعبة والتحديات بطريقة سليمة.
وتؤثر الصحة النفسية المتزنة على العلاقات الاجتماعية وتعزز من قدرة الإنسان على بناء وإقامة علاقات إيجابية مع من حوله.
كما تجعله أكثر تواصل وفهم لاحتياجات الآخرين وبالتالي يساعده ذلك في إقامة العلاقات المستدامة المتينة والجيدة مع الناس.
من أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع؟
تنعكس آثار الصحة النفسية على الفرد وكذلك المجتمع حيث تُحدث تأثير واضح وفارق في حياة الفرد فتجعله إنسان متزن، راضٍ عن نفسه.
وقادر على مواجهة الضغوطات والتكيف مع مختلف الصعاب في حياته الشخصية والمهنية، كما تنعكس على صحته الجسدية لأن هناك تفاعل وثيق وارتباط بين الصحة النفسية والجسدية، كما أشرنا.
أما عن أهمية تعزيز الصحة النفسية على المجتمع ولماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟ فذلك لأنها تسهم في بناء المجتمعات المتوازنة.
والبيئات الإيجابية الصحية، فكما تعلمون أن الفرد هو في الأساس جزء من المجتمع وبناء على ذلك فإن صحة هذا الفرد تؤثر بالطبع على صحة المجتمع وكلما تقدم الأفراد تقدمت المجتمعات وأصبحت أكثر استقرارًا ونجاحًا وتحضر.
ومن أهمية تعزيز الصحة النفسية على الفرد والمجتمع أيضًا تحفيز الإنتاجية لأن الأفراد الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يشعرون بالثقة في أنفسهم.
ويصبحون أكثر فاعلية في أداء العمل وأكثر قدرة على مقاومة الإجهاد والتوتر وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية للأفراد والمجتمعات.
عوامل تدهور الصحة النفسية
كأوراق الأشجار تتراكم العوامل التي تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للأفراد، وتحيط بنا الأسباب من كل جانب، فنجد من بينها ما يلي:
- الضغوط المتراكمة خاصةً التي يصعب التعامل معها ويقف العقل البشري أمامها عاجزًا عن إيجاد الحلول منتظرًا الصدفة التي توجهه لتجاوز تلك الضغوط أو العقبات.
- الصدمات النفسية والعاطفية تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية تدريجيًا خاصة عندما تسود العلاقات الاجتماعية حالة من التوتر وعدم التواصل الحقيقي والفعال.
- الإصابة ببعض الاضطرابات التي تتضمن الاكتئاب والفصام واضطراب الهلع والقلق المزمن والاكتئاب الشتوي والوسواس بالإضافة إلى اضطرابات الأكل والتي يؤثر كلًا منها سلبيًا ويؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.
- الأسباب البيولوجية وعوامل الوراثة التي تشمل انتقال بعض الأمراض المتوارثة جينيًا والتي تجعل الفرد أكثر عُرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة.
- قد يهمك أيضًا: ما هو سبب الضيق المفاجئ في علم النفس؟
لماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟
تعرفنا فيما سبق لماذا من المهم الاهتمام بالصحة النفسية؟ كما تطرقنا أيضًا إلى أهمية الصحة النفسية في حياتنا وعوامل تدهورها التي ينبغي تجنبها من خلال معرفة طرق تعزيز الصحة النفسية وهذه الطرق كالتالي:
طرق تعزيز الصحة النفسية
تعزيز الصحة النفسية يتطلب العناية بمجوعة متنوعة من الجوانب مثل تطوير الوعي الذاتي، والتواصل مع الآخرين، والاهتمام بالصحة العامة ومن بين طرق تعزيز الصحة النفسية الأخرى ما يلي:
الاعتناء بالنفس
يعتبر الاعتناء بالنفس والاهتمام بها جسمانيًا ونفسيًا وروحيًا من الأمور المهمة التي تساعد في تعزيز الصحة النفسية.
وذلك لأن الصحة الجسدية مرتبطة ارتباط وثيق كما أشرنا في بداية المقال بالصحة النفسية.
لذا من الجيد الاهتمام بالغذاء المتوازن وتناول الأطعمة الغنية بالمعادن والفيتامينات المفيدة لصحة الجسم.
اقرأ أيضًا: كيف ادير حوار ناجح وشيق مع الآخرين
الراحة والاسترخاء
يستهلك الفرد يوميًا جزءًا كبيرًا من طاقته ونشاطه خلال العمل والحياة اليومية ولذلك من الضروري أخذ قسط كافٍ من الراحة والاسترخاء.
وممارسة اليوجا أو التأمل لتجديد النشاط مرة أخرى، وتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة باقي الأنشطة والمهام.
ويساعد ذلك الاسترخاء في تحسين الصحة النفسية وخفض معدل التوتر كما يعمل على تحفيز العقل نحو التفكير الإيجابي.
جلسة نفسية |كورس أون لاين
لا شك أننا نحتاج من حين إلى آخر للمساعدة، ونحتاج أيضًا إلى أشخاص واعيين نتحدث إليهم، ونقوم بتفريغ مشاعرنا السلبية والاحباطات التي نشعر بها في أمان وسرية.
ولذلك من الضروري الاشتراك في كورسات الجلسات والاستشارات النفسية الأونلاين حيث يساعد ذلك على تحسين الصحة النفسية للأفراد ومدهم بالثقة والقدرة على التفكير الإيجابي وقبول الذات.
التواصل مع لايف كوتش
كل شخص منا عُرضة للتعثر في طريقه وحياته لذا يعتبر التواصل وطلب الاستشارة وسيلة مهمة للمساعدة ولكن السؤال نستشير مَن؟
ربما يكون استشارة أحد الأصدقاء واحد الخيارات المطروحة ولكن ماذا لو كان ذلك الصديق غير مؤهل لتقديم مشورة جيدة؟
لذا عندما تطلب الاستشارة والنصيحة يجب أن تفكر في شخص قادر على تقديم الدعم لك، ومناقشة الاقتراحات والحلول معك.
والتوصل إلى مساعدة فعالة ومثمرة ولذلك وُجد اللايف كوتش أو خبير العلاقات – تقدر تحجز استشارتك الخاصة اونلاين من أي مكان في العالم من (هنا).
