اللجوء إلى الطبيب النفسي قد تكون خطوة ضرورة ومع ذلك يجد الكثير من الناس صعوبة في القدوم عليها بسبب الخوف! لماذا نخاف من المحلل النفسي؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه في السطور القادمة.
القلق المفرط بشكل عام يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا، عقليًا، يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب، وجسديًا، يمكن أن يرفع مستويات التوتر لدينا ويضعف جهاز المناعة لدينا.
لماذا نخاف؟
قبل كل شيء، القلق الزائد يمكن أن يمنعنا من عيش حياة سعيدة وصحية. عندما نفكر في كل ما يمكن أن يحدث بشكل خاطئ في المستقبل، فإننا نفقد ما هو صحيح أمامنا، هناك أسباب أساسية للقلق وتشمل:
التنبيه إلى الخطر
خلق الله آلية في الجسم البشري وصممها لتنبه الدماغ وترسل الإشارات عند الشعور بالخطر والتصرف لتجنب الخطرلكن أحيانًا يتحول القلق إلى حلقة اجتارارية من القلق المستمر قد يكون من الصعب إيقافه.
يبدأ القلق من إدراكنا بوجود الخطر أو المشكلة ومحاولة حلها وأحيانًا يكون القلق ناتج عن توقع حدث سلبي في المستقبل و يعتمد عادة على أفكار غير عقلانية، وتشمل هذه: “ماذا لو حدث شيء سيء؟” أو “ماذا لو لم أتمكن من التعامل مع الأمر؟”.
الخوف من فقدان السيطرة
يشعر الناس بالقلق لأسباب مختلفة، إلا أن معظمها يكون أساسهاإما الخوف من الحكم عليهم أو الخوف من حدوث شيء لا يمكنهم السيطرة عليه.
التفكير الزائد
قد يواجه الأشخاص القلقون صعوبة في منع أنفسهم من الاسترسال بشكل مفرط في سلسلة من الأفكار المثيرة للقلق وهنا لا يستطيع الشخص فصل القلق الطبيعي عن القلق الزائد غير الضروري.
قد لا يجتمع الرغبة في الاستكشاف والمجازفة مع الحذر والبعد عن الطرق غير المدروسة، لكن تبقى سمات تختلف باختلاف الأشخاص وطريقتهم في العيش.
اقرأ أيضًا:
علاج الخوف والقلق والتفكير | نحو التوازن
هل من الطبيعي أن نخاف من المحلل النفسي؟
يعتبر القلق من زيارة المحلل النفسي لأول مرة أمر طبيعي، ويتطلب شجاعة استطاعة أن تفضي إلى شخص غريب ما بداخلك.
في جلستك الأولى، سيطلع طبيبك النفسي على ما يمكن أن تتوقعه من جلستك ومن العلاج، سيحاول ان يطمئنك ويخبرك أنه من الطبيعي تمامًا أن تشعر بالتوتر (معظم الناس يشعرون بالتوتر ولا بأس بذلك)، وأن هذه مساحة آمنة لك لتكون على طبيعتك دون إصدار أحكام.
إن الاهتمام بصحتك العقلية جزء أساسي من صحتك وهذا لا يعني أنك “مخطئ”. هذا يعني على الأرجح أنك هنا لأنك تشعر بالتوتر، أو الإرهاق، أو التعب، أو الضبابية، أو الضعف، أو الضعف، أو التعثر، ولكن بالتأكيد ليس عيبًا!
لماذا نخاف من المحلل النفسي؟

1- وصمة الجنون
يعتقد العديد من الناس اللجوء إلى الطبيب النفسي هي بمثابة وصمه بالجنون، وربما فضلوا المعاناة في صمت أو الانغماس في ممارسات غير ضارة أو الاكتفاء بمساعدة أنفسهم أو حتى اللجوء إلى المشعوذين، وهذه الوسائل قد تساعد بشكل مؤقت أو قد تكون مؤذية أكثر!.
اطلب المساعدة في الوقت المناسب من طبيب نفساني مؤهلمن خلال التحقق من المؤهلات والخبرة.
هناك من القوانين والمواثيق في هذه المهنة التي تؤكد على سرية التفاصيل.
2- الخوف من اجترار الذكريات السيئة
ليس المطلوب منك اجترار الذكريات المؤلمة في جلستك الأولى ولن تفعل ذلك إلا في الجلسات اللاحقة إذا اتفقتما على أن هذه خطوة ستفيدك، الجلسة الأولى هي في الغالب جلسة أخذ معلومات، حيث سيطرح عليك طبيبك النفسي أسئلة ويجمع معلومات حول وضعك.
من المحتمل أن يسألك عن أعراضك، ومشاكلك الصحية، وعائلتك وعلاقاتك، وعملك أو دراستك وأي شيء تعتقد أنه من المهم بالنسبة لهم أن يعرفوه عنك – قد يشمل ذلك أحداثًا مؤلمة من الماضي أو الحاضر الحديث، لكنك ليس مضطر للحديث عن تفاصيل هذه الذكريات في هذه المرحلة، الأمر متروك لك.
اقرأ أيضًا:
أنواع الصدمات النفسية وعلاجها
3- توقعات الطبيب من العميل
ربما يكون هناك قلقًا بشأن ضرورة تلبية توقعات معالجك منك في التغيير لكن من المهم أن تعلم أنك لن تتعرض للضغوط أو يتوقع منك التغيير إذا لم تكن مستعدًا، وبالتأكيد ليس في جلستك الأولى!.
قد يقدم طبيبك النفسي خيارات في تلك الجلسة الأولى، ولكن الاستعداد للتغيير قد يستغرق وقتًا وما لم تكن في موقف خطر، فسيعمل طبيبك النفسي معك بمرور الوقت لإعدادك للتغييرالتي تريد الوصول لها.
4- القلق من الاختيار غير المناسب
في النهاية المعالج النفسي هو إنسان أيضًا يمكن ألا ترتاح معه في اللقاء، أو لا ترتاح للخطة العلاجية التي وضعها إذا حدث هذا، أخبره بهذا لتقييم البدائل الأخرى، لن يأخذ الأمر على محمل شخصي، من المفترض أن يفهم المختص النفسي هذا الشعور،ولكي يكون العلاج فعالًا، يجب أن تشعر بالراحة حتى تتمكن من أن تكون على طبيعتك وتحصل على أقصى استفادة من جلساتك.
5- القلق من قراءة الأفكار
يتوقع عدد من الناس أن المحلل النفسي قد يستطيع أن يقرأ أفكارك أو يعرف عنك ما لاتريده أن يعرفه، يعتمد علم النفس على دراسة الحالة العقلية والسلوكيات الإنسانية مع الكثير من المثابرة والمهارة لمحاولة فهم دوافع وسلوكيات العميل لمساعدته وليس لاقتحام خصوصيته.
6- يمكنني اللجوء إلى صديق بدلًا من الطبيب!
يعتقد الكثير أن اللجوء إلى صديق لبق الحديث ويستطيع سماعك والتعاطف معك هو كاف ويعتبر بديلًا عن الطبيب النفسي، لكن في الواقع الطب النفسي ليس مجرد الحديث بلباقة وتعاطف، فهو يتضمن عدد من سنوات الخبرة ودراسة النظريات لتأهيل المحلل النفسي لهذا العمل.
اقرأ أيضًا:
علاج المرض النفسي بدون طبيب
7- علم النفس خرافة
هل تعلم أن هناك فئة تعتقد أن علم النفس ليس علمًا وأنه من السهل على أي شخص أن يقوم بالتشخيص من خلال الاختبارات المتاحة على الإنترنت؟! ولكن في الواقع هناك مدارس ونظريات وعشرات السنين من الدراسة والخبرات قام بها علماء النفس للخروج بنظريات والخروج بهذه الاختبارات، لذلك علم النفس علمًا قائمًا بذاته يحتاج إلى مؤهلين للعمل به.
في النهاية، التجربة مع المحلل النفسي قد لا تكون محاطة بالمخاوف التي تعيقك عن طلب المساعدة، وربما تجد أنها ساعدتك حقًا في تجاوز ما تمر به، حاول طلب المساعدة من المختصين المؤهلين.
المراجع:
https://psychcentral.com/lib/why-do-we-worry-so-much#reasons
https://livingwellpsych.com.au/what-to-expect-at-your-first-psychology-visit/
https://www.practo.com/healthfeed/visiting-a-psychologist-myths-and-facts-40938/post