ترتبط بعض الأمراض بحدوث آثارعلى الصحة العقلية والنفسية نتيجة لتأثيرها المباشر أو بسبب حدة الأعراض، مثل مرض باركنسون ما هو مرض باركنسون وهل يؤثر مرض باركنسون على الصحة العقلية والنفسية؟ تابع معنا.
ما هو مرض باركنسون؟
اضطراب يؤثر تدريجيًا على الجهاز العصبي والأعصاب الحركية، تبدأ الأعراض بملاحظة رعشة خفيفة في يد واحدة فقط، لكن الاضطراب قد يسبب أيضًا تصلبًا أو تباطؤًا في الحركة.
في المراحل المبكرة من مرض باركنسون، تجد صعوبة في إبراز تعابير الوجه، و قد لا تتأرجح ذراعيك عند المشي، ويؤثر أيضًا على طريقة الحديث قد يصبح كلامك ناعمًا أو غير واضح، وتتفاقم أعراض مرض باركنسون مع تقدم حالتك بمرور الوقت، ولكن مع التشخيص ومتابعة العلاج يمكن أن تحسن الأعراض ويمكن أن تجرى عملية جراحية لضبط عمل بعض مناطق الدماغ وتحسين الأعراض.
أعراض مرض باركنسون
1- الرعاش
تبدأ في أحد الأطراف، وغالبًا ما يكون في اليد أو الأصابع،قد يقل الاهتزاز عند أداء المهام.
2- تباطؤ الحركة
هنا يعاني المريض بطء الحركة وصعوبة أداء المهام البسيطة مع استغراقها وقت أطول.
3- تصلب العضلات
قد تصبح عضلات أي طرف صلبة وتعيق الحركة، وتصل الأعراض إلى فقدان الحركات اللاإرادية مثل: الرمش أو الابتسام أو اهتزاز الذراعين عند المشي.
4- ضعف التوازن
قد يصبح وضعك منحنيًا، أو قد تسقط أو تعاني من مشاكل في التوازن.
5- تغييرات في نمط الكلام
قد تتحدث بهدوء أو بسرعة، أو تتذمر، أو تتردد قبل التحدث، قد يكون خطابك مملًا أكثر من اللازم، وتفتقد أنماط الكلام المعتادة، ويمكن أن تمتد الأعراض إلى تغييرات في الكتابة وقد تبدو الكتابة صغيرة.
أسباب مرض باركنسون
1- الجينات
أشارت بعض الدراسات إلى وجود اختلافات جينية يمكن أن تعتبر سببًا لحدوث المرض ولكن بمعدل خطر ضئيل.
2- السموم البيئية
قد يؤدي التعرض لبعض السموم أو العوامل البيئية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون لاحقًا، ولكن الخطر ضئيل.
3- تغييرات في الدماغ
لاحظ الباحثون أيضًا أن العديد من التغييرات تحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، على الرغم من أنه ليس من الواضح سبب حدوث هذه التغييرات. تشمل هذه التغييرات:
4- وجود أجسام ليوي
يتميز مرض باركنسون بوجود كتل من أجسام مجهرية داخل خلايا الدماغ تدعى أجسام ليوي وتحتوي بداخلها بروتين طبيعي يدعى ألفا سينوكلين بشكل متراكم ولا تستطيع الخلايا تحليله، واكتشف الباحثون وجوده بشكل متكتل في السائل الشوكي الذين أصيبوا لاحقًا بمرض باركنسون.
لكن هل يؤثر مرض باركنسون على الصحة النفسية والعقلية؟
هل يؤثر مرض باركنسون على الصحة النفسية والعقلية؟
في البداية يجدر بنا أن نتعرف إلى العلاقة بين وجود بعض الأمراض العقلية وتأثيرها كعوامل خطر و مرض باركنسون، مازالت العلاقة بينهما غامضة وتحتاج إلى المزيد من الإثبات.
هل يسبب مرض باركنسون الاكتئاب؟
تعتبر العلاقة بين مرض باركنسون والاكتئاب علاقة تبادلية، وجود أحدهما قد يسبب الآخر، أشارت الدراسات إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالاكتئاب في المصابين بمرض باركنسون بمعدل مرتين ونصف عن غير المصابين، كذلك ارتفاع احتمالية الإصابة بمرض باركنسون في الأشخاص المصابين بالاكتئاب أولًا بمعدل ثلاث مرات.
هل يسبب مرض باركنسون القلق؟
ترتفع معدلات القلق في المصابين بمرض باركنسون بنسب تبدأ من20% وتصل إلى 67%، حاول الباحثون تقسيم أنواع القلق التي تصيب مرضى باركنسون إلى القلق نتيجة الأدوية التي تعالج مرض باركنسون والقلق الناتج من المعاناة من أعراض باركنسون.
وتعتبر أكثر أنواع القلق التي يتم الإصابة بها هي اضطراب القلق العام، الفوبيا واضطراب الهلع وتعتبر أكثر أنواع القلق التي تصيب مرضى باركنسون.
كشفت الدراسات عن ارتفاع احتمالية الإصابة باضطرابات القلق في الإناث الذين أصيبوا بالمرض في عمر الشباب خاصة إذا كن يعانين أعراض اكتئابية أو اضطراب في النوم أو خلل في الحركة.
مرض باركنسون والذهان
هل هناك علاقة بين مرض باركنسون والذهان؟
لم يثبت وجود علاقة بين مرض باركنسون والذهان، لم تقدم الدراسات الدلائل المناسبة لإثبات العلاقة بين الذهان ومرض باركنسون.
اقرأ أيضًا:
أعراض الفصام | عندما يهيمن اللامنطق!
هل يؤثر مرض باركنسون على القدرات الذهنية؟
الخرف شائع جدًا في مرض باركنسون، خاصة في المراحل المتأخرة، يعد الضعف الإدراكي الخفيف شائعًا أيضًا في المرضى الذين يعانون من داء باركنسون بنسبة تصل إلى 55%، ويعد مرض باركنسون في هذه الحالة من عوامل الخطر التي تتسبب في تطور الخرف لاحقًا.
هناك بعض من عوامل الخطر التي تسبب تزايد احتمالية إصابة مرضى باركنسون بالخرف الخفيف مثل:
- الذكور.
- التقدم في العمر.
- تعاطي مضادات القلق.
- انخفاض المستوى التعليمي.
- انخفاض معدل الذكاء.
- الاكتئاب.
- المعاناة لفترة طويلة من مرض باركنسون.
مرض باركنسون واضطرابات النوم
تعد اضطرابات النوم شائعة جدًا لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون ولها تأثيرسلبي كبير على نوعية حياتهم. يمكن تصنيف المشكلات المرتبطة بالنوم لدى مرضى PD على نطاق واسع إلى:
- اضطراب النوم النهاري وتشمل النعاس المفرط أثناء النهار.
- اضطرابات النوم الليلية وتشمل اضطرابات النوم الليلية الأرق وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم.
- اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم وتشمل متلازمة تململ الساق.
- الخلل في النوم.
تفيد التقارير أيضًا أن اضطرابات النوم تزيد من خطر الإصابة باضطراب باركنسون في وقت لاحق من الحياة
يعتبر اضطرابات النوم من عوامل الخطر التي ترفع من احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، كشفت دراسة عن نسبة من 16% إلى حوالي 65% من المرضى المصابين باضطراب النوم أصيبوا لاحقًا بمرض باركنسون.
الاضطرابات الاندفاعية القهرية ومرض باركنسون
أبلغت العديد من الدراسات عن ارتفاع معدل الاضطرابات القهرية الاندفاعية (ICD) لدى المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، نتيجة تحفيز مستقبلات الدوبامين المفرط. أفادت الدراسات الحديثة ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات الاندفاعية القهرية بنسبة تتراوح بين 35.9 إلى 60% في المصابين بمرض باركنسون.
في النهاية، مرض باركنسون من الأمراض التي مازالت تحتاج إلى البحث والدلائل لفك غموضه، مازال البحث جاريًا لعلاج نهائي لمرض باركنسون ولكن هناك علاجات تخفف من الأعراض وتعيد توازن الصحة النفسية والعقلية.
المراجع: