هل المرض النفسي بيأثر على الجواز؟ وهل تقبلين الزواج من مريض نفسي؟ تساؤلات عديدة تدور حول هذا الموضوع الذي يعتبر من المواضيع الشائكة فكثيرًا ما يُسئل متخصصي الطب النفسي عن فكرة الزواج من شخص يعاني من الاضطرابات أو الاعتلالات النفسية كما يُسئلون كذلك عن احتياجات المريض النفسي وحقوقه وهل الزواج يعالج الاكتئاب أو المرض النفسي أم لا؟ ولذلك سنجيب في هذه المقالة عن التساؤلات السابقة، ونسلط عليها الضوء إعلاميًا لعلها تكون وسيلة لتوضيح فكرة المرض النفسي لدى البعض وحقوق المريض النفسي في الحياة ومزايا الزواج للمرضى النفسيين.
هل المرض النفسي بيأثر على الجواز؟
قبل أن نتطرق إلى الإجابة عن هذا السؤال لابد أن ندرك أولًا أن المريض النفسي هو بالدرجة الأولى إنسان وله كل الحقوق والواجبات التي يكفلها له الدين والشرع والقانون في الحياة.
وبالطبع من بين تلك الحقوق حقه في الزواج وتكوين الأسرة وإنجاب الأطفال ولكن هل سيؤثر مرضه واضطرابه النفسي على عملية الزواج وسيؤثر على شريكة حياته أم لا؟
وفي واقع الأمر وبناء على عدد من الدراسات التي أجراها بعض الباحثين والمختصين في طب الاضطرابات والاعتلالات النفسية حيث أكدت على أن المريض النفسي إنسان كامل يستطيع الزواج ويستطيع الإنجاب ولا يؤثر مرضه على الزواج إلا في بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات عقلية خطيرة.
كما أثبتت تلك الدراسات أن الزواج بالنسبة للمريض النفسي يؤمن له البيئة المناسبة التي تحتويه وتهتم به وتدعمه وتستطيع احتضانه.
وبناء على ما سبق من نتائج لدراسات وبحوث علمية تكون الإجابة عن سؤال هل المرض النفسي بيأثر على الجواز؟ هي لا، لا يؤثر المرض النفسي على الزواج طالما كان ذلك المرض تحت السيطرة والمتابعة الطبية ولا يشكل خطورة على حياة الآخرين.
احتياجات المريض النفسي وحقوقه
لكل انسان سواء كان مريض أو غير مريض مجموعة من الحقوق والاحتياجات التي تتدرج من الاحتياجات الأساسية الفسيولوجية مثل الشراب والطعام وصولًا إلى الاحتياجات النفسية الأخرى مثل الانتماء والشعور بالحب.
ولقد قدم في هذا الإطار عالم النفس الشهير أبراهام ماسلو نظرية علمية وبحث عُرف باسم هرم ماسلو- Maslow’s hierarchy of needs للدوافع البشرية.
وأوضح “ماسلو” خلال نظريته التي تنتمي إلى قسم علم نفس النمو أهم الاحتياجات الأساسية للإنسان حيث صنف تلك الاحتياجات في 5 طبقات تتدرج في شكل هرمي إذ تبدأ من الاحتياجات الفسيولوجية وتنتهي باحتياجات تقدير الذات وهي أعلى قمة الهرم.
هرم ماسلو
يتكون الهرم من 5 دوافع أو احتياجات أساسية كلًا منها يشمل عدد كبير من الاحتياجات الأخرى مثل:
الاحتياجات الفسيولوجية
هي الطبقة الأولى وقاعدة الهرم عند ماسلو وتتضمن الاحتياجات الأساسية مثل الحاجة إلى الطعام أو الشراب أو النوم أو التنفس.
احتياجات الأمان
وهي الطبقة الثانية في قاعدة الهرم وتتضمن الحاجة إلى الشعور بالأمن والسلام، وأن يكون الإنسان آمنًا في حياته على نفسه وصحته وممتلكاته.
الاحتياجات الاجتماعية
تأتي الاحتياجات الاجتماعية في الترتيب الثالث بداية من قاعدة الهرم وتتضمن هذه الاحتياجات الحاجة إلى الحب والعلاقات العاطفية وتكوين الصداقات والعلاقات الأسرية.
الحاجة للتقدير
وهي الطبقة الرابعة في الهرم الخاص بالدوافع والاحتياجات البشرية وتتضمن الحاجة بشعور الثقة وتحقيق الذات والاحترام والمكانة الاجتماعية بين الناس المحيطة.
الحاجة لتحقيق الذات
هي الطبقة الخامسة قمة هرم ماسلو وتتضمن رغبة الإنسان وحاجته في الوصول إلى أعلى المنازل الاجتماعية وتحقيق أكبر قيمة من الإنجازات وترك أثر وبصمة في العالم لتخليد اسمه.
مميزات وفوائد الزواج للمريض النفسي
يعتبر الزواج بالنسبة للمريض النفسي طوق نجاه وبيئة إيجابية تحتضنه وتعتني به، وهذا ما أكدته جامعة هارفارد من خلال دراسة استقصائية حول تأثير الزواج على الصحة النفسية حيث خلصت الدراسة إلى هذه النتائج:
- يتمتع المتزوجون بصحة نفسية أكثر استقرارًا عن غيرهم من غير المتزوجين أو المنفصلين.
- يؤمن الزواج بيئة محتضنة للمريض النفسي لأن وجود الزوجة التي تهتم بالزوج وتدعمه وتذكره بمواعيد تناول الأدوية في وقتها يسهم في صحة المريض وسرعة شفاءه.
- الزواج يلبي للمريض النفسي احتياجاته النفسية والجسدية.
- يساعده على رفع ثقته بنفسه.
- يوفر الشريك (الزوج أو الزوج) للطرف للآخر عنصر أمن ودعم فعال خلال عملية العلاج.
هل المريض النفسي يحب
نعم، المريض النفسي يحب وهو قادر على تكوين العلاقات العاطفية والاجتماعية، وتكوين الصداقات أيضًا والزمالة في العمل، ولكن يلاحظ في المريض النفسي أنه قد لا يستطيع إظهار علامات حبه بوضوح للطرف الآخر أو التعبير عن مشاعره بشكل مباشر أو صريح.
هل يؤثر الاعتلال السيكولوجي على الارتباط والزواج
يستطيع الشخص الذي يعاني من اعتلال سيكولوجي أو مرض نفسي الارتباط والزواج بشكل طبيعي سواء كان (رجل أو امرأة) ولكن هناك بعض الضوابط أو الارشادات التي يجب قبل عملية الارتباط والزواج القيام بها وتشمل:
- ضرورة الحصول على بعض التدريبات وجلسات اللايف كوتشينج الخاصة بالتوافق بين الشخصيات وقدره كل شخص على فهم شخصية الطرف الآخر وسماته وصفاته.
- الحصول على الدعم الاجتماعي والنفسي من المختصين.
- تعريف الطرفين بالتشخيص الطبي الخاص بالزوج أو الزوجة للمساهمة في بناء علاقة صادقة تساعد على الاستقرار في المستقبل لكلا الطرفين.
- يفضل حضور الجلسات الجماعية للإرشاد والتدريب من قبل مختصي الاستشارات النفسيه واللايف كوتشينج.
هل الزواج يعالج الاكتئاب
قد يخلق الزواج بعد الضغوطات سواء كانت اجتماعيه أو اقتصاديه أو مادية تؤثر على الطرفين وخاصةً الطرف الذي يعاني من اعتلال سيكولوجي أو مرض نفسي، ولكن يمكن تجنب تلك الضغوطات عن طريق التدريب على كيفية التكيف معها.
وتعلم بعض المهارات التي تساعد على إدارة الوقت وإدارة الأزمات وهذا ما توفره جلسات اللايف كوتشينج للمقبلين عن الزواج حيث تقدم لهم هذه الدورات لتعلم المهارات الحياتية المختلفة.
إلى هنا متابعي حرة الكرام نكون قد أجبنا عن سؤال هل المرض النفسي بيأثر على الجواز؟ وبالتالي نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا ولكن للحديث بقية في مواضيع أخرى بإذن الله.