بقلم : شيماء يوسف لايف كوتش
عقلية الضحية
هل سبق ووجدتوا عقلكم يردد اي من هذه المعتقدات الثلاثة الاتية:-
١- تحدث لنا أشياء سيئة بغض النظر عما نفعله.
٢- الأشياء السيئة هي خطأ الآخرين وليس خطأنا.
٣- لا يمكننا تغيير ما يحدث لذلك لا جدوي من المحاولة.
اذا كانت اجابتكم بنعم :- فهذا معناه أنكم تفكرون ب ( عقلية الضحية )
ما هي عقلية الضحية ؟
عقلية الضحية :- هي عندما يشعر شخص ما أن الأشياء السيئة تستمر في الحدوث له بغض النظر عن أي شئ ، ومن يفكر بهذه العقلية يؤمن إيمان عميق أنه :- غير مسؤول عن أي احداث تحدث ، وبالتالي هو غير مطالب بإيجاد حلول.
ما الذي يسبب عقلية الضحية؟
لا أحد يولد ضحية لأنها ليست سمة أو صفة شخصية ولكنها ( سلوك متعلم ) ، وفي الواقع يمكن إعتبار متلازمة الضحية نوعا من ( العجز المتعلم ) .
العجز المتعلم :- هو ظاهرة في علم النفس حيث يشعر الأشخاص الذين لديهم تجارب مؤلمة أنهم لا يستطيعون الهرب منها بغض النظر عما يفعلونه، وقد وجد أحد الباحثين المسؤولين عن تحديد ( العجز المتعلم ) أن :- الأشخاص لم يتعلموا العجز ، بل في الواقع بدلا من ذلك كانوا يفشلون في تعلم السيطرة.
وبالتالي فإن تعلم أن لدينا القدرة علي تغيير ظروفنا وأنها مسؤوليتنا قد يكون في الواقع هو السبيل للخروج من عقلية الضحية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :- لماذا يتخلي شخص ما عن سيطرته في موقف ما؟
والإجابة هي :- عندما يفعل البشر شئ فإنهم عادة ما يفعلون ذلك لأحد سببين:-
السبب الأول :- لتجنب نتيجة.
او السبب الثاني :- لتجربة مكافأة.
وسنستعرض معا الان بعض الظروف التي قد تؤدي الي تطوير عقلية الضحية كآلية للتكيف:-
١– الجرح أو الألم :- إذا عاني شخص ما من وضع مؤلم في شبابه فقد يشعر أن الحياة صعبة بطبيعتها ولا يوجد شئ يمكنه القيام به لتحسينها.
٢– التلاعب :- يتمتع بعض الأشخاص بالاهتمام والشعور بالسيطرة الذي تجلبه عقلية الضحية، فعلي الرغم من أنهم يشعرون بأنهم يفتقرون الي السيطرة علي ظروفهم الا انهم يزدهرون علي التعاطف من الاخرين.
٣– عدم وجود مساءلة :- لا أحد يتوقع أي شئ ممن قرر أن يلعب دور الضحية ، وذلك لأن هناك دائمًا شخص آخر يتحمل هو المسؤولية ، لذلك الشخص الضحية عنده اعتقاد يؤمن به بشدة وهو :- عندما لا تكون أبدًا علي عجلة القيادة فإن الأمور ليست خطأك أبدًا.
قد يعتقد البعض أن التخلي عن المسؤولية في حياتك أفضل من بذل المجهود والسعي للحلول ، ولكن عندما يقرر شخص ما التخلي عن المسؤولية في حياته ، ليس هذا فقط كل ما يتخلي عنه ، وذلك لأن متلازمة الضحية ترتبط بضعف العلاقات الاجتماعية والسلوك المدمر للذات.
وفيما يلي العديد من أنماط السلوك والتفكير التي قد تلاحظها أو تجربها والتي لها جذورها في متلازمة الضحية :-
١- صعوبة الحفاظ علي العلاقات الشخصية.
٢- الشعور بالذنب أو الخجل أو عدم الكفاية.
٣- مشاعر الضعف وشعور ( بالسجن في دائرة الحياة).
٤- عدم القدرة علي الشعور بالمتعة أو المشاعر الإيجابية.
٥- عدم القدرة علي الاستمتاع بالنجاحات عندما تحدث.
٦- الخوف من استغلال الاخرين لك.
من المفارقات أن التعرف علي أعراض عقلية الضحية في حياتك الخاصة قد يجعلك تشعر بمزيد من اليأس ، تذكر علي الرغم من ذلك أنه :- ( لا أحد يولد ضحية)
متلازمة الضحية هي نمط متعلم يساعدنا علي التعامل مع الصدمة ، والحل للتحرر من عقلية الضحية يكمن في إيجاد طرق أخري لجعل نفسك تشعر بالأمان والسيطرة.
هناك ٤ طرق ستساعدكم علي القفز من ( عقلية الضحية ) الي ( عقلية البطل ) :-
الخطوة الأولي :- أن تتحملوا مسؤولية حياتكم و تستبدلوا ( عقلية الضحية ) ب (عقلية الإمكانية ) وذلك من خلال أن تخبروا عقلكم دائمًا :- ( أنه يستطيع )
مثال علي ذلك :- بدلا من قول :- ( لا أستطيع لعب الرياضة ) نقول :- ( أستطيع ترتيب مواعيدي ووضع خطة للرياضة في جدولي ).
الخطوة الثانية :- أن تتحركوا من ( عقلية المشغول دائمًا) الي ( عقلية المنتج ) وذلك من خلال :- التركيز علي ما هو مهم وضروري فعلا ، والبعد عن أي مهام غير ضرورية.
الخطوة الثالثة :- تخلصوا من الماضي بكل أحداثه وتجاربه والألم الذي حدث به.
وكونوا علي يقين أن الماضي هو :- مكان نتعلم منه ، وليس منزل نقيم به.
الخطوة الرابعة :- الأعذار دائمًا ورائها شعور بالخوف
كل شخص يستطيع أن يكون مثل مجدي يعقوب أو محمد صلاح أو ستيف جوبز ، ولكن ما يمنعنا هو الخوف المزروع بداخلنا منذ سنوات مضت ، لذلك ( الوعي هو الترياق لشعور الخوف والاعذار) .
كونوا مدركين لأعذاركم و أسبابها الحقيقية حتي تستطيعوا تحدي هذه الاعذار والمخاوف والتحرر منها.
وفي النهاية أحب أن أقول لكم :- أنه قد يكون من الصعب أن نشعر بأن حياتنا تحت سيطرتنا عندما تستمر الأشياء السيئة بالحدوث ، وخصوصًا عندما يكون النجاح بطيئًا ونشعر بالفشل والإرهاق ، ولكن تذكروا دائمًا:-
١– أنه يمكننا التحكم في موقفنا ورد فعلنا تجاه ما يحدث لنا في الحياة.
٢– أن التغيير رحلة لن تحدث بين ليلة وضحاها ولكن المهم أننا خلال الرحلة :- نؤمن ونصدق أننا نستطيع.