كيف ادير حوار ناجح مع الآخرين وكيف استطيع خلق حوارات ممتعة خاصة في وجود مجموعات من ثقافات مختلفة ولهم عاداتهم وتقاليدهم التي تختلف عن عاداتي وتقاليدي وما هي معوقات الحوار الناجح وأسس بناء حوار صحيح وعلاقات جيدة؟ تساؤلات كثيرة يطرحها عشرات الأشخاص يوميًا سعيًا إلى بناء علاقات اجتماعية قوية وناجحة، لذلك فنحن بحاجة إلى معرفة أسس الحوار والتواصل الفعال مع الناس، وهذا سيكون موضوع مقالنا اليوم، إذ نناقش معًا أهم الطرق لتعلم فن الحوار وكيف تجعل الناس تحبك بسرعة.
كيف ادير حوار ناجح مع الآخرين
الحوار هو فن وموهبة ولكن هذا لا يمنعنا من اكتسابها عن طريق تعلم أسس الحوار الناجح وكيفية خلق حوارات ممتعة، ومرونة في التعامل والتواصل بين الناس.
ولا شك أن هذا من أفضل المهارات التي يسعى كلا منا إلى اكتسابها وتعلمها لبناء علاقات صحيحة وجيدة مع كل من حوله.
وينقسم الحوار إلى أشكال متعددة منها الحوار الرسمي والحوار العفوي أو الودي، ويتطلب كل شكل من هذه الأشكال اكتساب مهارات معينة من أهمها مهارات الإنصات والاستماع للآخر.
وهو ما نفتقده في أغلب أحاديثنا خلال السنوات الأخيرة التي راج فيها بعض الظواهر السيئة خاصة على السوشيال ميديا ومواقع التواصل مثل التصلب بالرأي والحدة في الكلام والانفعال سواء كان انفعالًا لفظيًا شفويًا أو انفعال مكتوب.
إليك أيضًا: دورة لايف كوتش | مهارات للتدريب والتنمية الذاتية
كيف تخلق حوارات ممتعة؟
يعد التحاور وفن التحدث بلباقة من أهم المهارات التي يجب العمل على اكتسابها مما يساعد في خلق حوارات ممتعة وثرية ومن بين أهم تلك المهارات ما يلي:
التنوع والذكاء في اختيار أسلوب الحوار
من الجيد إذا كنت متحدثًا أن تنّوع من أسلوبك خلال الحوار وأن تستخدم لغة مشوقة وعبارات مختلفة ومصطلحات مفهومة، وكلمة “مفهومة” هنا تأتي بمعنى محاورة المستمع باللغة التي يفهمها عقله، والأسلوب الذي يلائم وضعه التعليمي والثقافي.
ومثالًا لذلك هناك فرق كبير في الأسلوب واللغة التي نستخدمها عند التحدث مع أستاذ في الجامعة على درجة كبيرة من العلم والثقافة وبين وآخر لا يجيد القراءة والكتابة، فمراعاة الفروق الثقافية والعلمية لانتقاء التعابير والكلمات المناسبة التي يفهمها كلًا منهم، يخلق حوار ممتع وناجح.
الإصغاء
من أسس الحوار الناجح أن يصغي المستمع إلى المتحدث باهتمام وبطريقة تحثه على مواصلة حديثه دون تردد أو خوف أو قلق من حدوث سوء فهم أو مقاطعة أو هجوم خلال الكلام، كذلك مما يجعل الحوار ثريًا وفعالًا أن يكون طبيعيًا غير متكلف أو رسمي بطريقة منفرة.
لا ضير من استخدام حسك الفكاهي
يعتبر استخدام الجانب الفكاهي بدرجة غير مبالغ فيها أمر جيد لخلق حوار أكثر إمتاعًا وإثارة.
كما يمكن استغلال الحس الفكاهي في الحوار لتمرير معلومة صعبة أو يُخشى من وقع أثرها في نفس المستمع إذا قِيلت بأسلوب جاد، جاف وخالٍ من الدعابة أو الطرفة.
التفاعل عبر لغة الجسد
إحدى أهم الأسس التي يبنى عليها حوار مفيد هي التفاعل مع المتحدث عن طريق لغة الجسد مثل الإتجاه نحو المتحدث والجلوس في وضعية مريحة مع التركيز أو النظر إلى العينين حيث تؤكد هذه الأمور للمتحدث أن الطرف الآخر ينصت له باهتمام كما تشعره بقيمة عالية.
ترك مساحة
مما يخلق حوارًا ممتعًا هو ترك مساحة مناسبة للتفاعل وتبادل الأفكار بين المتحدثين أو أطراف الحوار والنقاش، ومن المهم أن ندرك خلال الحديث أن أي رأي من الآراء يحتمل الخطأ والصواب في ذات الوقت وبالتالي لا ينبغي إصدار أحكام مسبقة على صاحب الرأي المخالف لنا خلال الحوار بل يجب ترك مساحة أكبر للنقاش والوصول إلى الرأي الصحيح.
تفادي الحوارات المكررة والمطولة
لا شك أن الحوارات الطويلة المكررة تبعث على الملل وضيق الصدر كما تُشعر المستمع برغبة في إسكات المتحدث أو مطالبته بالصمت خاصة عندما يكون الحوار بلا نفع أو طائل.
حيث يصبح الحديث في هذه الحالة مجرد مضيعة للوقت لا أكثر، لذا يجب عليك تجنب الحوارات المطولة دون داعٍ لبناء حديث وحوار ناجح ونافع لكل الأطراف المتحاورة.
قد يهمك: ماهو سبب الضيق المفاجئ في علم النفس؟
ثقافة الحوار ودورها في تعزيز الانتماء الأسري لدى الأبناء
دعوني أن أخبركم متابعي حرة الكرام أن ثقافة الحوار هي المفتاح السحري لحل جميع المشكلات، بل يمكن القول بأن الأسرة التي تتخذ من ثقافة الحوار منهج لتربية أبنائها لن تواجه أي مشكلات من الأساس.
وهناك العديد من الأبحاث العلمية والدراسات التي نُشرت في مجلة بحوث التربية النوعية، تؤكد على أهمية بناء حوار ناجح مع الأبناء بداية من سن الطفولة ومرورًا بالمراهقة ووصولًا لسن الشباب.
إذ تشير تلك الأبحاث إلى أن ثقافة الحوار المتبعة من الآباء تجاه أبنائهم وبناتهم تسهم في تعزيز الانتماء الأسري، وتغرس فيهم روح الولاء والاحتواء وبناء على كل ما سبق تتحسن صحتهم النفسية ويشعرون بالاتزان النفسي والعقلي.
ما هي معوقات الحوار الناجح بين الزوجين؟
لا يختلف اثنان على أن بناء جسور الحوار بين الزوجين من بداية العلاقة هو الطريق الأوحد لتجنب العقبات في المستقبل، كما تسهم في تعزيز الثقة المتبادلة وأواصر المودة والحب.
وتتعرض الكثير من العلاقات الزوجية غير القائمة على ثقافة الحوار إلى الهدم والانهيار بسبب سوء التواصل بين الزوجين وعدم فهم أحدهما للآخر.
وعدم البحث عن حلول ناجزة كأن يستشيرا مختص وخبير علاقات أسرية أو لايف كوتش لمساعدتهم في العثور على حل فعال.
ومن معوقات التواصل بين الزوجين أيضًا القلق الاجتماعي والابتعاد عن أي حوار والعزلة في حين أن الحوار الناجح والحقيقي يحتاج إلى مواجهة بين شخصين مختلفين في طباعهما ونشأتهما ونوع المنهج التربوي الذي نشأ الزوجين من خلاله.
وهنا تشير الكاتبة غادة حامد وهي قائد معتمد من معهد جون جوتمان لـ “المبادئ السبعة التي تجعل الزواج ناجحًا” ومدرب معتمد في الذكاء الاجتماعي والعاطفي (ICF)، تشير في كتابها (اتنين ولا واحد) إلى أهمية لغة الحوار بين الزوجين فتقول:
“كم مرة ضربتِ كفا علي كف بعد خلاف مع شريك حياتك ثم رددتِ عبارة (احنا بنتكلم لغتين مختلفتين) أو مثلًا نظرتِ إليه في تعجب وقلتِ (هو انا بتكلم هندي؟!).
صحيح أننا نعيش معًا في البيت والعمل و المجتمع و نكرر عادة أن الطرف الآخر كائن غامض على سطح الأرض مضطرين نتعامل معه ونتقبله، إلا أننا في المقابل لا نبذل مجهود كافٍ للتعرف الحقيقي عليه بل نستسهل فقط فهم طباعه والتعود عليها دون، فهم السبب وراء تلك التصرفات والاختلافات، ودون السعي لبناء علاقات تعتمد على ثقافة الحوار الناجح”.
وتؤكد الكاتبة أيضاً على أهمية التوافق النفسي بين الزوجين والقدرة على إدارة حوار شيق وممتع دون حدوث أية مشكلات.