علامات بتأكدلك إنك في علاقة مؤذية Toxic فكيف تتخلصين من هذه العلاقات السامة والنقطة الأهم هنا كيف تكتشفين أن هذا الشخص توكسيك وأنك تعيشين في علاقة مؤذية؟ ففي الواقع تتعدد أنواع العلاقات السامة (التوكسيك) فمنها ما يكون بين الأقارب والأهل ومنها ما يكون في الحب وبين الزوجين والغريب أن الكثيرون يعيشون هذه العلاقة دون أن يدركوا أثرها السلبي، الضار على الصحة النفسية والجسدية أيضًا، ومن هذا المنطلق نبحر معكم متابعينا الكرام في رحلة قصيرة حول أنواع العلاقات السامة وكيفية اختبارها والتخلص منها أو الوقاية من أثرها المؤذي نفسيًا وبدنيًا.
علامات بتأكد لك إنك في علاقة مؤذية Toxic
ليس من المستغرب أن نجد بيننا عدد كبير من المرضى النفسيين ولكن الغريب حقًا أنهم يظلون خارج أسوار المصحات والمستشفيات ومراكز التأهيل مستخدمين سحرهم وصفاتهم المتلونة كَـ الحرباء لتدمير حياة الآخرين إذ يتركون خلفهم ضحايا لعلاقاتهم السامة التي تتطلب سنوات من العلاج والدعم النفسي للتخلص من أثر وضرر تلك العلاقة المؤذية.
ولما كان لهذا الموضوع من أهمية كبيرة قررنا أن يكون حديثنا اليوم عن أهم علامات بتأكدلك إنك في علاقة مؤذية Toxic ويجب عليكِ التخلص منها.
كيف أعرف أنني في علاقة سامة؟
تعتبر العلاقات المؤذية مصدر إيذاء خطير بإمكانه أن يحول حياة إنسان سوي، طيب القلب، سليم الصدر إلى ضحية لعلاقة مع شخص توكسيك ذو سمات سيكوباتية.
وتعتبر العلاقات السامة في الحب وبين الزوجين من أكثر الأنواع شيوعًا، ففي عام 2013 قامت منظمة الصحة العالمية بنشر تقرير يفيد بأن واحدة من كل 4 سيدات على الأقل يتعرضن للعلاقة السامة والعنف العاطفي والإيذاء النفسي من الشريك وتقدر هذه النسبة بما يقرب من 21% مما يدق ناقوس الخطر ويجعل علماء النفس والاجتماع كذلك يبحثون بشكل أعمق عن أسباب العلاقات السامة بين الزوجين وكيفية اكتشافها مبكرًا.
ولعل من أهم وأبرز علامات بتأكدلك إنك في علاقة مؤذية Toxic أن تتوفر بعض الصفات في شريك حياتك ويتبعها بسلوك يبدو طبيعيًا في بداية العلاقة لكن بمرور الوقت يتحول السلوك التوكسيك لأمر معتاد يسبب لكِ الإيذاء النفسي.
ومن بين تلك الصفات التي تؤكد على وجود علامة سامة التلاعب العاطفي، السيطرة الكاملة، الكذب غير المبرر والانتقاد بدون أي أسباب وفيما يلي نوضح ذلك من خلال تجربة حقيقية لإحدى المتعافيات من العلاقات التوكسيك.
العلاقات السامة بين الزوجين
تقول “سارة” البالغة من العمر 28 عامًا- متزوجة من أ، ع وهي (إحدى ضحايا العلاقات السامة بين الزوجين) كنت اتظاهر كل مساء بمشاهدة التلفزيون، أجلس على الأريكة المقابلة للشاشة الإلكترونية العريضة، والتقط جهاز التحكم عن بُعد، وأقوم برفع مستوى صوت البرنامج الذي لا أدري عن أي شيء كان يتحدث.
فأنا عقلي في تلك الساعة مشتت، جسدي يرتجف، الاحظ غضبه وعصبيته الشديدة وهو يتفقد هاتفي النقال بعنف وبدقة فاحصة.
تنفرد أسارير وجهه عندما لا يجد رقم هاتف “أمي” أو أي فرد من أفراد عائلتي أو صديقاتي من أيام الجامعة، ضمن جهات الاتصال الصادرة أو الواردة ويصبح يومًا لم تشرق له شمسًا إذا وجد مكالمة قصيرة واردة أو صادرة أو حتى فائتة من إحدى صديقاتي أو أفراد عائلتي.
في بداية علاقتي به كنت أسعد بهذه التصرفات ظنًا مني أنه شخص غيور ويحبني حبًا صادقًا لدرجة أنه يريد إبعادي عن الجميع، لكن بمرور الوقت والمواقف والسلوكيات الغريبة أيقنت أنه مجرد حب تملك وتسلط وليس حبًا سويًا.
نعم، كان زوجي متسلطًا، متحكمًا من الدرجة الأولى، ولكم حاولت مساعدته على أن يتغير، ويصبح شخصًا أكثر تفهمًا وأن يسمح لي بالتواصل مع عالمي الذي خطفني منه طوعًا لأنني وجدت فيه -في البداية- زوج حنون، شهم، ومخلص لكن بعد الزواج وبمرور الوقت اكتشفت ما لا يمكن لبشر أن يتحمله.
حاولت إصلاحه مرارًا، لكنه كان دائم الانتقاد لي، والتسلط بدون أسباب، عندها أدركت أن هذه العلاقة سامة، مُزيفة، وبلا معنى ولابد لي أن اخرج من هذا القفص الحديدي وأبدأ في رحلة علاج ودعم نفسي تعيد لي الثقة من جديد.
علامات وجود علاقة مؤذية Toxic
من مظاهر وعلامات وجود علاقة غير سوية أو سامة بين الزوجين أو بين الأقارب والأهل ما يلي ذكره:
التلاعب العاطفي
يتسم الشخص التوكسيك المؤذي في علاقاته بقدرة بالغة على التلاعب العاطفي، فهو في الغالب شخص متقلب، ويتقن استخدام مشاعره العاطفية لتحقيق الأغراض والأهداف التي يرغب بها، وهنا يلجأ إلى استخدام الحب والتلاعب العاطفي كوسيلة لذلك، إذ يظهر اهتمام مبالغ به ومشاعر طيبة في بداية العلاقة كالغيرة على الطرف الآخر والاهتمام بأدق تفاصيل حياته ثم يظهر له مشاعر متناقضة تجعل الطرف الآخر يصاب بخيبة أمل وفقدان للثقة بنفسه.
الانتقاد الدائم
إحدى السمات المُميزة للعلاقات التوكسيك بين الزوجين أو الأهل أو الأقارب هي الانتقاد الدائم والمستمر وتعمد الهجوم على الطرف الآخر دون إبداء أسباب واضحة لذلك.
ويؤثر الانتقاد الدائم للطرف الآخر الذي يعيش علاقة مؤذية توكسيك ويشعر معها بـ قلة الثقة بالنفس وانعدام القدرات الشخصية التي قد تساعده على التمييز بين الصواب والخطأ.
إليك أيضًا: ماهو سبب الضيق المفاجئ في علم النفس؟
التسلط والسيطرة
يعد التسلط علامة بارزة من علامات بتأكدلك إنك في علاقة مؤذية Toxic يحاول فيها طرف السيطرة على حياة طرف آخر سيطرة كاملة يترتب عليها إقصاءه وإبعاده عن أصدقائه المقربين أو بعض أفراد العائلة، ومحاصرة الشريك بطريقة جنونية ومراقبة حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الالكترونية، والتفتيش في أغراضه الشخصية، وقد تتطور هذه العلاقة السامة إلى أن يقوم الشريك باتخاذ القرارات الشخصية نيابة عن الطرف الآخر ويمحي وجوده تمامًا مما يجعل هذه العلاقة Toxic (مؤذية) خالية من الثقة والاحترام المتبادل.
الاستغلال
ويعتبر الاستغلال سمة من سمات الشخص التوكسيك المؤذي الذي يتعامل بلطف طالما ينال ما يريده من الطرف الآخر، سواء كان ما يريده أموال أو منصب يطمح إليه أو غير ذلك، لكنه يتغير 180 درجة عندما يتوقف الطرف الآخر عن تقديم ما يريده.
وقد يحدث أيضًا أن يفرض هذا الشخص على شريكه عزلة اجتماعية، ويحاول أن يقصيه عن أهله وأصدقائه وعائلته دون موافقته، لكي يشعره بنوع من الوحدة والعزلة فلا يجد الطرف الآخر (ضحية العلاقة السامة) أمامه إلا هذا الشخص الـ Toxic الذي يسلبه استقلاليته ويتحكم في حياته الاجتماعية.
إليك أيضًا: ما تأثير الخجل على شخصية الإنسان؟
كيف تتخلص من العلاقات السامة؟
يقولون أن بداية العلاج هي اكتشاف العلة أو المرض، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان ولذلك يمكننا أن نشير بل ونؤكد على أن معرفة أهم علامات بتأكدلك إنك في علاقة مؤذية Toxic هي بداية الوعي بالعلاقة السامة التي يجب التخلص منها في حالة كان القرار هو الرحيل أو الوعي بآثارها النفسية السامة في حالة كان القرار هو البقاء والاستمرار في هذه العلاقة لأي سبب كان مثل وجود أطفال صغار أو عدم قدرة (الطرف الضحية)على الابتعاد عن شريكه التوكسيك.
ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن العلاقات السوية والصحية يجب أن تقوم على بذل الجهد والرغبة في التصليح والتغيير، فإذا كنتِ مستعدة للتحمل والصبر والتغيير من حال شريكك التوكسيك وكان الشريك في المقابل يبذل جهد مضاعف للتخلص من سلوكه وسماته المؤذية فيمكن في هذه الحالة أن نقول أن العلاقة ستنجح بنسبة معقولة وستزيد نسبة نجاحها عند الاستعانة بأحد خبراء الإرشاد واللايف كوتشينج المتخصصين.
أما في حالة كان “الشريك التوكسيك” يقف في نفس النقطة دون تقدم ودون محاولة للعلاج والتغير ففي هذه الحالة ستكون نسبة نجاح العلاقة صفر، ويجب على الطرف الآخر الانسحاب منها والنجاة بنفسه من آثارها النفسية المؤذية.