هناك أساليب عديدة للتغلب على مصاعب الحياة، أهمها المرونة النفسية، على الرغم من وجود عدة أنواع من المرونة إلا أن المرونة العاطفية هي ما يحتاج الفهم والعمل عليه لتنضبط سلوكنا نحو تغيرات الحياة.
ما هي المرونة النفسية؟
المرونة هي مدى القدرة على التعامل والصمود أمام الظروف المتقلبة مثل الانتكاسات والتعافي منها.
ما هي صفات الشخص المرن؟
يتمتع الشخص المرن بمهارات تساعده في التكيف من خلال:
- حشد موارده المتاحة .
- طلب المساعدة عند الحاجة.
- البحث عن طرق للخروج من المأزق.
يتمكن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر من المرونة النفسية استخدام مهاراتهم ونقاط قوتهم للاستجابة لتحديات الحياة، والتي يمكن أن تكون أحد الأحداث الآتية:
- وفاة أحد أفراد أسرته
- الطلاق
- مشاكل مالية
- الإصابة بمرض
- فقدان الوظيفة
- حالات الطوارئ الطبية
- الكوارث الطبيعية
بدلاً من الوقوع في اليأس أو إنكار وجود المشكلات بأساليب غير الصحية ، يواجه الأشخاص الذين يمتلكون قدر من المرونة النفسية صعوبات الحياة وجهاً لوجه بطرق تساعد على تقوية موقفهم.
أنواع المرونة
المرونة هي القدرة على التكيف مع أزمات الحياة المختلفة، ولذلك تجد أنواع مختلفة من المرونة ، كل منها يساهم قي تكوين مرونة الشخص أمام أنواع التوتر المختلفة حسب نوعه.
1- المرونة الجسدية
تشير المرونة الجسدية إلى قدرة الجسم على التعامل مع التغيير والتعافي من الأمراض والإصابات.
يؤثر هذا النوع على كيفية تقدم الناس في العمر وكذلك كيفية استجابتهم والتعافي من الإجهاد البدني والمشكلات الطبية.
يمكن تحسين المرونة الجسدية من خلال اتخاذ بعض الخطوات لتطبيق نظام صحي مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تناول نظام غذائي مغذي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
2- المرونة العقلية
هي القدرة على تقبل التغييرات الحياتية والتاعمل مع موقف تكون غير متأكد أو في شك.
تفيد هذه القدرة في التعامل بهدوء في أوقات الأزمات، يستخدمون القوة العقلية لحل المشكلات ، والتقدم إلى الأمام ، ويحافظون على نظرة إيجابية حتى عندما يواجهون انتكاسات.
3- المرونة العاطفية
تشمل المرونة العاطفية القدرة على التحكم في المشاعر والانفعالات في أوقات التوتر، ما يذكرنا بمفهوم الذكاءء العاطفي وارتفاع مستوى الذكاء العاطفي يساعد الأشخاص المرنون على التعرف على ردود أفعالهم العاطفية وإجادة التواصل مع عواطفهم وانفعالاتهم الداخلية، لهذا السبب ، فهم قادرون أيضًا على إدارة الانفعالات والهدوء عندما يتعاملون مع تجارب سلبية.
يساعد هذا النوع من المرونة الأشخاص أيضًا في الحفاظ على نظرة التفاؤل في الأوقات صعبة، لأنهم يدركون أن الشدائد والمشاعر الصعبة لن تدوم إلى الأبد.
4- المرونة الاجتماعية
تشبه المرونة الاجتماعية المرونة العاطفية لدى الفرد ولكن على مستوى الجماعة، والتي قد تسمى أيضًا مرونة المجتمع ، وهي قدرة المجموعات على التعافي من الأزمات، ويشمل العمل على التواصل مع الآخرين والبحث معًا لحل المشكلات التي تؤثر على الأشخاص بشكل فردي وجماعي.
تشمل جوانب المرونة الاجتماعية التجمع بعد الكوارث ، وتقديم الدعم اجتماعيًا ، وإدراك المخاطر التي يواجهها المجتمع ، وبناء الإحساس بالانتماء للمجتمع.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الوجداني والعاطفي | نظرة مختلفة للحياة
فوائد المرونة
يمكن أن يعتبر البعض أن المرونة النفسية نوعًا من الرفاهية، ولا تتوفر للجميع لكن الأمر ليس كذلك فالجميع يحتاج إلى قدر كافٍ من المرونة للتغلب على الأزمات المختلفة، والتعامل بشكل صحي معها بأقل الخسائر.
ستساعدك المرونة النفسية في حماية صحتك العقلية من بعض الحالات المرض العقلي مثل: الاكتئاب والقلق، وتحسن المرونة قدرتك على التكيف، تشمل فوائد المرونة:
1- تراجع الاندفاع
يتمتع الأشخاص الذين لديهم قدر من المرونة النفسية بالتحكم في الانفعالات تحت الأزمات، وعدم الانخراط في ردود أفعال مندفعة تعرض حياتهم للخطر مثل الإدمان، أو الاندفاع في مواقف مؤذية بدنيًا كما في الأشخاص الذين لديهم قدر ضعيف من المرونة النفسية.
2- تحسن جودة الحياة
تجعل المرونة الشحص أكثر محافظة علة نظرته الإيجابية للأمور، والتركيز على حل المشكلات، ما يفيده في تحسن أمور الحياة على أوجه كثيرة وأهمها العمل.
3- تحمل الضغوط
تفيد المرونة في تحمل قدر من الضغوط والتعامل معها، ما يسهل على الشخص التعامل مع البيئات المختلفة.
4- تقوية الروابط الإجتماعية
ربما يصبح الانعزال هو الخيار الأمثل لمن لديهم قدر قليل من المرونة النفسية، لكن سيقلل الفرص للتعرف على آخرين ومساعدتهم، وتفويت المناسبات والأحداث الحياتية الهامة، وخسارة الاجتماع مع الأصدقاء بشكل صحي، فوجود قدر من المرونة يساعدك على تقليل هذه النتائج، والحفاظ على علاقات اجتماعية أقوى.
اقرأ أيضًا:
مهارات الاتصال الفعال |أهم 9 استراتيجيات
كيف نكتسب المرونة النفسية؟
إذا كنت تريد أن تصبح أكثر مرونة، ففكر في هذه النصائح:
1- بناء علاقات داعمة
اهتم ببناء علاقات قوية وإيجابية مع أحبائك وأصدقائك لأنه يمكن أن يكون مصدرًا للدعم والتوجيه والقبول في الأوقات الجيدة والسيئة، يمكنك بناء علاقات قوية من خلال التطوع.
2- اسع للوصول إلى المعنى
حدد الأشياء التي تكسبك الإحساس بالتقدم والإنجاز، وانتظم في أدائها.
3- التعلم من الخبرات الماضية
فكر في طرق تعاملك مع الصعوبات في السابق، فكر في المهارات والاستراتيجيات التي ساعدتك خلال الأوقات الصعبة. يمكنك أيضًا التعبير بالكتابة للتعبير عن الصعوبات التي واجهتها، والمساعدة في تحديد الأنماط السلبية والإيجابية.
4- ابقَ متفائلاً
لا يمكن تغيير الماضي، ولكن يمكنك دائمًا التقدم نحو المستقبل، إن قبول التغيير والتخطيط له يجعل من السهل التكيف مع التحديات الجديدة وعرضها بقلق أقل.
5- اعتنِ بنفسك
اهتم باحتياجاتك ومشاعرك الخاصة، اهتم بمتابعة الأنشطة التي تهتم لها وانتظم في ممارستها.
- احصل على قسط من النشاط البدني.
- اهتم بالحصول على القدر الطافي من النوم.
- اهتم بالحصول على نظام غذائي صحي.
- تدرب على إدارة التوتر وتقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق و الصلاة.
- ضع خطة لحل مشكلاتك
- لا تتجاهل مشاكلك، بدلاً من ذلك، ابحث عن الحلول، و ضع خطة واتخذ الإجراء.
ربما يستغرق التعافي من انتكاسة كبيرة أو حدث صادم أو خسارة وقتًا، إلا أن الوضع سيتحسن عندما تعمل عليه.
في النهاية، خلقنا الله بقدروأنواع من المرونة، لكن لزامًا على الشخص الواع أن يحافظ عليه وأن يبحث عن الطرق المناسبة لتنميته للتعامل مع مصاعب الحياة.
المراجع:
https://www.verywellmind.com/what-is-resilience-2795059
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/resilience-training/in-depth/resilience/art-20046311
https://www.betterhelp.com/advice/resilience/12-reasons-for-developing-greater-emotional-resilience/
