يمر على العقل العديد من الأفكار، التفكير السلبي هو أمر طبيعي وقد يحدث بشكل تلقائي ولكن أحيانا لا يكون مجرد تفكيرًا تلقائيًا، سنأخذك رحلة في أحد الجوانب المظلمة التي يمكن أن
أن تحدث آثارًا مدمرة.
ًما هوالتفكير السلبي؟
هو أفكار سلبية أو تشاؤمية عن الذات والآخرين والعالم وما يرتبط بها من مشاعر وسلوكيات تعكس هذه الأفكار
مسببات التفكير السلبي
التفكير السلبي هو نتيجة لعدد من المسببات التي يمكن أن تعمل كمولد للأفكار السلبية مثل:
أسباب جينية: أشارت دراسة على وجود جين مسؤول عن تركيز بعض الاشخاص على الجوانب السلبية للمواقف واستقبالها بمشاعرسلبية أكثر من غيرهم.
التشوهات المعرفية: تساعد بعض أنماط التفكير المشوهة مثل التعميم والحكم المسبق على الأمور على توليد الأفكار السلبية.
الناحية التطورية: يفترض العلماء أن التفكير السلبي واحد من أنماط التفكير التي ساعدت الإنسان على النجاة والبقاء على قيد الحياة.
أمراض الصحة العقلية: مثل الاكتئاب والقلق.
من أين تأتي الأفكارالسلبية؟
تأتي الأفكار السلبية نتيجة عدد من التشوهات المعرفية التي تولد التفكير السلبي وتصبح نمطًا له وتشوه النظرإلى الواقع، نسرد لك أمثلة على التفكير السلبي نتيجة التشوهات المعرفية:
-
القفز إلى الاستنتاجات
يتضمن هذا التشويه وضع افتراضات حول ما يفكر فيه الآخرون أو وضع افتراضات سلبية حول كيفية سير الأحداث.
-
التهويل
يتميز هذا النمط من التفكير السلبي بافتراض دائمًا أن أسوأ نتيجة ممكنة ستحدث دون التفكير بموضوعية في الاحتمالات الأكثر واقعية.
-
التعميم المفرط
يتميز هذا النمط بالميل إلى تعميم ما حدث في تجربة واحدة على جميع التجارب المستقبلية، هذا يجعل النتائج السلبية تبدو حتمية ويساهم في الشعور بالقلق.
-
التصنيف
عندما يقتنع شخص بضعف مهارة معينة فهذا يجعله يشعر بالسلبية تجاه كل ما يتعلق بها من أنشطة.
-
التفكير العاطفي
هو التصرف بناءً على العاطفة وعدم التحكم فيها، فإن التفكير العاطفي سيقودك إلى استنتاج أنك يجب أن تكون في خطر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد المشاعر السلبية وزيادة القلق.
-
التخصيص واللوم
يتضمن هذا النمط جعل الأمور شخصية، وإلقاء الأشخاص اللوم على أنفسهم بسبب أشياء ليس لديهم سيطرة عليها.
-
التفكير “الأبيض والأسود”
يميل أصحاب هذا النمط لوصف المواقف وتصنيفها ضمن هذين القطبين فقط، وتجاهل جميع الاحتمالات والأطياف الأخرى.
-
المثالية
- على الرغم من وجود بعض الجوانب الإيجابية للمثالية إلا أن تطبيق هذا النمط بعدم واقعية سيحفز مشاعرالقلق والتوتروالإحساس بالذنب.
التفكير السلبي المستمر
يرتبط التفكير السلبي بالتفكير الزائد أو ما يُعرف بال) (overthinking، هو حالة يمر بها الكثير وهو ليست مرضًا في حد ذاته، لكنه ينتج عنه نتائج قد تسبب مرضًا، كما أنه يدل على وجود مشاعر أو حوادث مدفونة في أعماق النفس، يساعد على غرق عقلك في حلقة مغلقة من الأفكار السلبية من اللوم والأسى، مما يساهم في حملك أعباء نفسية.
كيف أمنع نفسي من التفكير السلبي؟
حدد أفكارك السلبية
حدد نمط و تصنيف التشوهات المعرفية والسلبية لديك، راقبها ولا تنساق معها.
التوقف عن تقبل الفكرة على حقيقتها، ذكر نفسك أنها مجرد فكرة وليست حقيقة.
استبدال الأفكار السلبية بافكار أكثر إيجابية وواقعية.
هل التفكير الزائد يؤثرعلى الدماغ؟
يتسبب التفكير السلبي المتكرر في إحداث أمراض عقلية خطيرة مثل:
ألزهايمر.
الخرف.
تأثر مراكز الذاكرة.
انخفاض القدرات الذهنية.
كيف تحول التفكيرالسلبي إلى إيجابي؟
استبدل الأفكار السلبية
ستساعدك إعادة هيكلة الأفكار أواتباع استراتيجيات العلاج السلوك المعرفي على استبدال الأفكار السلبية بأفكارأكثر إيجابية وواقعية مع الوقت، يمكنك أن تبدأ بهذه الخطوات:
اسأل نفسك عما إذا كانت الفكرة واقعية.
حاول الاستفادة من تجاربك وخبراتك في الماضي في مواقف مماثلة.
ابحث عن تفسيرات واحتمالات بديلة.
اسرد مميزات وعيوب الاستمرار في تصديق هذه الفكرة.
تأكد ما إذا كانت أفكارك ناتجة عن تشوه معرفي، مثل التهويل.
تعامل مع نفسك كصديق وردد عليها ما كنت ستقوله له لو لديه نفس الفكرة.
ركز على الامتنان: احتفظ بقائمة من النعم التي تمتن لوجودها وذكر نفسك بها كل صباح.
استخدم التوكيدات: تعتمد هذه النقطة على الشعور بالامتنان والتأكيد على مجموعة من النقاط الإيجابية في نفسك مثل: أنا أحب أصدقائي، أوأنا أحب مشاركة الأفكار ومناقشتها، استطيع إنجاز أمور.
استبدل بعض الألفاظ التي تتسبب في تحفيز المشاعر السلبية بأخرى أكثر إيجابية مثل: استبدل يجب أن أفعل بانني سأبذل ما في وسعي، أو أنني استطيع أن أجد حلًا.
علاج التفكير السلبي والخوف
يختلف التفكير السلبي عن الخوف، التفكير السلبي يكون بسبب تشوهات معرفية أو بأسباب جينية تتسبب في حالة من التفكير الزائد والاجترار ويكون هدفه التحليل والفهم وليس خطوات فعلية، أما الخوف يكون هدفه تجنب أمر والعمل من أجل ذلك.
يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لوقف التفكير السلبي ونتائجه:
لكي تساعد في توقف التفكير الزائد والخوف، يجب أولًا أن تفرق بينهما، وأن تحدد السياق أو الأفكار التي تتردد عليك وتدخل بسببها في حالة من الاجترار أو الخوف.
انشغل بالأفكارالإيجابية: ابق نفسك مشغولًا بالأعمال التي تساعدك على الوصول لأهدافك أو الأعمال تشعرك بشعورأفضل حتى لو بسيطة كالاعتناء بالنباتات والمشي.
الكتابة: تساعد الكتابة على تفريغ المشاعر والتعبير عن الأفكار السلبية.
التأمل: يساعد التأمل على تقليل الخوف والتوتر، مارسه بشكل منتظم.
تلق الدعم: تحدث إلى من تثق بهم بغرض التنفيس واحرص أن يكون بناءً وألا يساعدك على المزيد من الاجترار.
تعاطف مع نفسك: التعامل مع نفسك كصديق والتعاطف معها وقبولها، سيساعدك التعاطف على كسر حلقة الاجترار مع الأفكار السلبية.
درب نفسك على اليقظة الذهنية: تعتمد تدريبات اليقظة الذهنية على فصل نفسك عن عواطفك وافكارك ورؤية المشهد من الخارج، ستزيد هذه التدريبات من الوعي بذاتك واكتشاف المشاعر والأفكار السلبية.
اتباع نظام حياة صحي: مارس الرياضة، وتناول الاكل الصحي يزيد من نشاط العقل وتحسين الحالة النفسية.
هل التفكيرالسلبي من الشيطان؟
تنتج بعض الأفكار السلبية نتيجة الوسوسة من الشيطان ليتسبب في المزيد من القلق والتشاؤم والصد عن العمل الصالح، لا تستطرد مع هذه الوساوس واستعذ بالله من الشيطان مع محاولة الانشغال بالأفكار والأعمال الإيجابية التي تشعرك بالارتياح.
إذا استمرت حالة التفكير السلبي وتأثرت حياتك، احرص على اللجوء إلى طبيب نفسي لتقييم الحالة النفسية والعقلية لأن استمرار هذه الحالة يستدعي التدخل للعلاج أو المساعدة على تطبيق
استيراتجيات العلاج السلوكي والعلاج المعرفي.
المراجع:
https://www.verywellmind.com/how-to-change-negative-thinking-3024843
https://www.healthline.com/health-news/negative-thinking-can-harm-brain-increase-dementia-risk
ي.
