ما هو مفهوم الاحتراق الوظيفي وما هي أسبابه وأعراضه وكيف تتغلب على الاحتراق الوظيفي وتقي نفسك من الانهيار المهني؟ في بادئ الأمر وقبل أن نخوض بعمق في صلب هذا الموضوع نشير إلى أن الحياة المهنية لا تخلو بنسبة 100% من الضغوط أو المشكلات التي قد تؤثر بدورها على الحالة النفسية للموظفين والعاملين في أي مؤسسة أو شركة، ولكن السؤال الذي نحتاج إلى إجابته هو هل يمكن للموظف أو العامل أن يعيش حياته المهنية بشكل إيجابي مليء بالحماس والنجاح دون أن يقع في مثل هذا المأزق المرهق؟ والإجابة هي “نعم” إذ يمكن تحقيق ذلك بسهولة، ولهذا نستعرض معكم خلال سطور هذا المقال بعض الاستراتيجيات التي تساعد في تجنب الاحتراق الوظيفي والانهيار المهني.
مفهوم الاحتراق الوظيفي
الاحتراق الوظيفي بالإنجليزية (Job Burnout) هو عبارة عن شعور ينتاب الفرد بفقدان الحماس والشغف وعدم الرضا عن العمل أو الوظيفة بالإضافة إلى الإحساس بالضغوط المتزايدة والتعب والإحباط، وبمرور الوقت قد تتطور هذه الأعراض حتى يصل الفرد إلى حالة من التعب النفسي والانهيار المهني الشامل.
أسباب الاحتراق الوظيفي
هناك حقيقة مريرة يواجهها بعض الأشخاص في بيئة العمل تسمى بـ (Job Burnout) الاحتراق الوظيفي والمهني والذي ترجع أسبابه إلى العوامل التالي ذكرها:
الضغوط المتزايدة
لا شك أنه مع تزايد كمية العمل المطلوب تسليمها في مواعيد محددة تتزايد الضغوط والمسؤوليات على كاهل الموظف أو المدير أو الشخص المسؤول عن تسليم تلك المهام مما يؤدي الى الشعور بالإرهاق الذهني والتعب الجسدي والإجهاد.
نقص الدعم المُقدم
من أهم أسباب الاحتراق المهني والوظيفي هو نقص الدعم المقدم للأفراد في بيئة العمل التي لا تشجع على التطور والنجاح، كما تُعد بيئة العمل غير الداعمة بيئة سلبية تزيد من الضغط النفسي على الموظفين كما تعزز الشعور بالعزلة إلى جانب عدم بناء علاقات ناجحة بين زملاء العمل والمدراء.
عدم الموازنة بين الحياة الشخصية والعمل
قد يقضي الموظف أغلب وقته في بيئة العمل ويبذل الكثير من الجهد دون أن يقوم بتخصيص وقت محدد للترفيه عن نفسه وأخذ قسط من الراحة والاهتمام ببعض الأمور الشخصية أو الخاصة وبالتالي يساعد ذلك في شعوره بالإرهاق والاكتئاب ربما في بعض الأحيان وهذا بدوره يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي.
عدم التقدير والتحفيز
يؤدي عدم تقدير الموظف وتحفيزه إلى تثبيط عزيمته وهمته والتقليل من حماسه تجاه العمل ورغبته فيه.
الروتين
يعتبر الروتين الممل آفة تدمر العديد من الأشياء في حياتنا اليومية، وفي المجال المهني يؤثر الروتين المتكرر على جودة بيئة العمل، حيث يفقد الموظف شغفه وحماسه وقدرته على التجديد والابتكار كما يزيد ذلك من احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي أو المهني.
عدم الرضا
يصاب الفرد بالاحتراق الوظيفي نتيجة عدم الرضا عن العمل بسبب الشعور بالإحباط نتيجة عدم الاعتراف بجهوده المبذولة أو الإخفاق في تحقيق توقعاته الشخصية أو المهنية، إلى جانب عدم اتباع مؤسسة العمل نظام الثواب والعقاب أو التحفيز والمكافآت، وبالتالي ينظر وجود التطوير والدعم المهني المستمر الذي يحتاجه أي موظف لكي يظل ناجحًا ومبتكرًا.
أعراض وعلامات الاحتراق الوظيفي
بالطبع توجد بعض العلامات التي تُنذر بوجود احتراق مهني أو وظيفي من بين هذه العلامات علامات نفسية وأخرى جسدية حيث تشمل ما يلي:
- فقدان الشغف.
- الشعور بالإرهاق.
- الاحساس باستنفاذ الطاقة أو استنزافها.
- التوتر المستمر.
- تغيرات في نمط النوم.
- انعدام الحافز أو الدافع على مواصلة العمل.
- العصبية.
- فقدان الصبر.
- الصداع.
- اضطرابات الجهاز الهضمي والمعدة.
- عدم الرضا.
- فقدان الانتماء.
- الإجهاد البدني.
- عدم التركيز.
دراسة علمية حول مراحل الاحتراق الوظيفي
قدمت جامعة ولاية وينونا ونشرت مجلة Health ملخص أو دراسة تبين مراحل الاحتراق الوظيفي وهي 5 مراحل تأتي على الترتيب التالي:
المرحلة الأولى
يُطلق عليها اسم (Honeymoon) ويكون الفرد خلال هذه المرحلة سعيد ومسرور بالعمل ولديه الكثير من الطاقة والشغف بالإضافة إلى الرضا عن عمله أو وظيفته التي من السهل أن يقضي فيها كل وقته إذا لزم الأمر دون أن يشعر بالملل.
المرحلة الثانية
وتعرف باسم (الموازنة) يشعر الفرد خلال هذه المرحلة بعبء المسؤولية الواقعة على عاتقه ووجود بعض العقبات التي يمكن حلها بالإضافة إلى ضغوط العمل ولكن لا يفقد شغفه بشكل كامل.
المرحلة الثالثة
هذه المرحلة تسمى باسم (الإجهاد المزمن) وخلالها يشعر الفرد بعدم الارتياح وتبدأ أعراض الاحتراق المهني- Job Burnout في الظهور بشكل ملحوظ فتشمل الإجهاد والشعور بالاستياء وعدم القدرة على التحمل إلى جانب التوتر المستمر خلال ساعات العمل.
المرحلة الرابعة
وتسمى بمرحلة (الإرهاق) وفيها تزداد أعراض الاحتراق وضوحًا مما يضطر الموظف إلى ترك العمل قبل ساعات المغادرة الرسمية بالإضافة إلى التسويف وتأجيل المهام والمواعيد النهائية، وتجنب زملاء العمل والاجتماعات أو اللقاءات التي تخص العمل بأي شكل من الأشكال.
المرحلة الخامسة
أما في هذه المرحلة يتمكن الاحتراق الوظيفي والمهني من الفرد تمامًا مما قد يؤدي إلى انهياره وفقدانه لوظيفته أو عمله نتيجة إلى الحصار الدائم والشعور بعد الارتياح والضغط المتزايد عليه.
اقرأ أيضا: كيف ادير حوار ناجح وشيق مع الآخرين
كيف اعالج نفسي من الاحتراق الوظيفي؟
شعور ثقيل بالإرهاف وفقدان الشغف والتعب وكأن كل شيء من حولك ينهار ويتحول إلى رماد، ذلك هو الاحتراق المهني Job Burnout بتعريف مبسط للغاية، وحتى يمكن التغلب على هذا الشعور والتخلص من ذلك الاحتراق هناك بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يجب الاعتماد عليها منها ما يلي:
الوعي بأهمية الحالة النفسية
إذا كان الفرد واعيًا بحالته النفسية والصحية فمن السهل أن يكتشف البوادر الأولى وعلامات الاحتراق بشكل مبكر مثل فقدان الشغف والإرهاق والتوتر والعصبية المستمرة.
وعند اكتشاف هذه العلامات سوف يدرك أهمية اتخاذ قرار أو إجراء عاجل للتغلب عليها ومواجهتها بفاعلية سواء من خلال طلب اجازة لتخفيف ضغوط العمل وتجديد طاقته أو التحدث إلى مديره المباشر لمساعدته والاستفادة من تجاربه بشأن هذا الأمر.
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
يؤدي العمل المتواصل والمستمر دون توقف أو فترات من الاستراحة والاسترخاء إلى حدوث نوع من الفتور والملل الذي يؤدي بدوره إلى الاحتراق الوظيفي والمهني ويؤثر بطريقة سلبية على الصحة الجسدية والنفسية.
وبالتالي نشير هنا إلى ضرورة أخذ فترة من الراحة والاسترخاء وتخصيص بعض الوقت لممارسة النشاطات والاستجمام لتجديد الطاقة الفرد وقدرته على العمل والاستيعاب من جديد.
تجنب الطاقة السلبية
ابتعد عن الطاقة السلبية والأشخاص السلبيين الذين يؤثرون على حالتك المزاجية إلى الأسوأ، ويساهمون في زيادة الضغوط والتحديات داخل بيئة العمل، مما يضعف قدرتك على التحمل لذلك من الضروري أن تتعلم كيفية تجنب أولئك الأشخاص بطريقة مناسبة.
التواصل والتفاعل
يسهم التواصل والتفاعل مع أشخاص مقربين قادرين على فهم المرحلة التي تمر بها في التخفيف من أعباء وضغوط العمل والتغيرات المزاجية السيئة.
لذا من المهم أن يتواصل الأفراد مع أشخاص إيجابيين قادرين على فهمهم وتقديم النصيحة لهم والإرشاد، ويمكنكم التعرف على المزيد حول أهمية التواصل وقدرته في علاج الاحتراق الوظيفي وتقديم الإرشاد والمساعدة من (هنا).