طيف التوحد من الاضطرابات التي أصبحت معروفة بين الكثير من لإصابة أحد أفرادها أو السماع بإصابة طفل لآخر، هل التوحد مرض نفسي أم عقلي؟ ما هي أعراض التوحد؟ كلها أسئلة نحاول الإجابة عنها في السطور القادمة.
ما هو اضطراب التوحد؟
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو خلل في نمو مناطق معينة في الدماغ مما يتسبب في إعاقة في التواصل الاجتماعي، والنفاعل، مع ملاحظة وجود طرق خاصة لدى المصابين بالتوحد للتعلم أو الحركة أو الانتباه ما يجعل التعامل مع أمور الحياة لدى مرضى التوحد يميل إلى الصعوبة.
ولكن يأتي هنا سؤال شهير، وقد يختلط الأمرعلى القارئ فيما يخص تصنيف التوحد، هل التوحد مرض نفسي أم مرض عقلي؟
هل التوحد مرض نفسي أم مرض عقلي؟
التوحد ليس مرضًا عقليًا أو نفسيًا، ولكنه إعاقة في نمو مناطق معينة في الدماغ، تنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) على أن الإعاقة في النمو هي مجموعة من الحالات تحدث نتيجة خلل في نمو المناطق المسؤولة عن اللغة أو السلوك أو التعلم أو الحركات الجسدية أثناء مرحلة النمو، وقد تؤثر على الأنشطة الطبيعية التي يقوم بها الفرد، وعادة ما تستمر طوال حياة الشخص.
أما المرض العقلي فهو اضطراب عقلي أو سلوكي أو العاطفي نتيجة وجود مشكلة وظيفية خطيرة بالمخ مما يتداخل بشكل أساسي في تحجيم نشاط معين أو أغلب أنشطة الحياة حسب الحالة.
من هنا نجد أن الإجابة الملخصة لسؤال هل التوحد مرض عقلي أم نفسي؟ هي أنه من الشائع تصنيف التوحد على أنه مرض عقلي وهذا غير صحيح، فهو يعتبر إعاقة في نمو بعض مناطق الدماغ.
أعراض التوحد
يمكن أن تشمل الأمثلة على السلوكيات غير المعتادة أو المتكررة والاهتمامات المتعلقة باضطراب طيف التوحد:
- الانزعاج من تغيير النظام مثلًا عند تغيير ترتيب مكعبات اللعب.
- تكرار الكلمات والعبارات مرارًا.
- الثبات على طريقة موحدة في الألعاب كل مرة.
- يركز على أجزاء من الأشياء .
- الانزعاج من التغييرات الطفيفة.
- لديه اهتمامات مهووسة
- وجود حركات غير معتادة متكررة مثل رفرفة الأيدي أو الدوران في دوائر.
- ردود أفعال غير عادية للطريقة التي تبدو بها الأشياء أو رائحتها أو طعمها أو مظهرها أو ملمسها.
أعراض التوحد الجادة
يمكن أن تشكل مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي تحديًا للأشخاص المصابين بالتوحد، وتعتبر هناك بعض الأعراض الجادة التي يجب أن يلجأ الأهل فيها إلى الطبيب لبدء العلاج.
يمكن أن تشمل أمثلة التواصل الاجتماعي وخصائص التفاعل الاجتماعي المتعلقة بالتوحد:
- تجنب التواصل المباشر بالعينين.
- يمكن للطفل ألا يستجيب عند مناداته بعد 9 أشهر.
- عدم ظهور تعابير على الوجه مثل السعادة، الحزن، الغضب.
- عدم الرغبة في الألعاب التفاعلية فيما بعد سن 12 شهرًا.
- يستخدم القليل من الإيماءات أو لا يستخدمها على الإطلاق بحلول عمر 12 شهرًا مثل التلويح بالوداع.
- لا يشارك الاهتمامات مع الآخرين بعمر 15 شهرًا (على سبيل المثال ، يظهر لك شيئًا يحبه)
- لا يظهر لك الاهتمام بشيء يثيره بعمر 18 شهرًا.
- لا ينتبه إلى انزعاج أو تأذي الآخرين بعمر 24 شهرً.ا
- لا ينتبه إلى الأطفال الآخرين وينضم إليهم في اللعب بعمر 36 شهرًا.
- لا يتأثر بالشخصيات حوله أو تثيره حتى لو كانت ذات أثر لطفل بعمره مثل معلم أو بطل خارق ، أثناء اللعب بعمر 48 شهرًا
- لا يغني أو يرقص أو يتصرف من أجلك بعمر 60 شهرًا.
- السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة
الأشخاص المصابون بالتوحد لديهم سلوكيات أو اهتمامات قد تبدو غير عادية. تميز هذه السلوكيات أو الاهتمامات اضطراب طيف التوحد بعيدًا عن الظروف التي تحددها مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي فقط.
اقرأ أيضًا:
أعراض الفصام | عندما يهيمن اللامنطق!
مضاعفات التوحد
- يمكن أن تؤدي مشاكل التفاعلات الاجتماعية والتواصل والسلوك إلى:
- مشاكل في المدرسة والتعلم الناجح.
- مشاكل في التوظيف.
- عدم القدرة على العيش بشكل مستقل.
- الانعزال الاجتماعي.
- التوتر والضغط داخل الأسرة، التعرض للتخويف.
- الإيذاء البدني أو النفسي.
الوقاية
لا توجد طريقة للوقاية من اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات علاجية، التشخيص والتدخل المبكران مفيدان للغاية ويمكنهما تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة، ومع ذلك ، فإن التدخل مفيد في أي عمرعلى الرغم من أن الأطفال عادة لا يتغلبون على أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون أداء الوظائف المختلفة بشكل جيد.
اقرأ أيضًا:
تعديل سلوكيات أطفال بطبيب نفسي
عوامل الخطر
تعرفنا من السطور السابقة إجابة السؤال هل التوحد مرض نفسي أم عقلي؟
يؤثر اضطراب طيف التوحد على الأطفال من جميع الأجناس والجنسيات ، لكن بعض العوامل تزيد من خطر إصابة الطفل. قد تشمل هذه:
- جنس الطفل: الأولاد أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد بحوالي أربع مرات من الفتيات.
- تاريخ العائلة: العائلات التي لديها طفل واحد مصاب باضطراب طيف التوحد لديهم مخاطر متزايدة لإنجاب طفل آخر مصاب بهذا الاضطراب، كما أنه يمكن أن يعاني الآباء أو أقارب الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد من مشكلات طفيفة في المهارات الاجتماعية أو مهارات الاتصال بأنفسهم أو الانخراط في سلوكيات معينة نموذجية للاضطراب.
- اضطرابات أخرى: الأطفال الذين يعانون من حالات طبية معينة لديهم مخاطر أعلى من المعتاد للإصابة باضطراب طيف التوحد أو أعراض تشبه أعراض التوحد مثل التصلب الحدبي ، وهي حالة تتطور فيها أورام حميدة في الدماغ ؛ ومتلازمة ريت ، وهي حالة وراثية تحدث بشكل شبه حصري عند الفتيات وتتسبب في تباطؤ نمو الرأس وإعاقة ذهنية وفقدان استخدام اليد الهادف.
- الأطفال المولودين قبل 26 أسبوعًا من الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد.
كما أنه هناك فرضية تشير إلى وجود علاقة بين كِبر سن الوالدين وإصابة الطفل بطيف التوحد، ولكن تحتاج هذه الفرضية إلى المزيد من البحث.
في النهاية، ربما لا نعرف أسباب محددة للتوحد، قد ترجع الأسباب إلى أسباب جينية أو كيميائية أو التعرض لضغوط، لكن التدخل المبكر يقدم حلًا يساعدك على التمكن من المهارات التي تصعب على مريض التوحد.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928
https://www.cdc.gov/ncbddd/autism/signs.html