اضطراب الشخصية التجنبي ما هو وما السبب؟

October 19, 2023by Ghada Hamed0

تقف مجموعة من العوامل وراء تطور اضطرابات الشخصية، ينتج اضطراب الشخصية التجنبي نتيجة سيطرة مجموعة من الأفكار والصور الذهنية السلبية لدى المصاب عن نفسه وعن تعاملاته، فما هو هذا الاضطراب؟

 

ما هو اضطراب الشخصية التجنبي؟

 

اضطراب الشخصية التجنبية (AVPD) هو حالة صحية عقلية تتضمن مشاعر مزمنة بعدم الكفاءة والحساسية الشديدة تجاه النقد. يتجنب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب التفاعل الاجتماعي حتى يعتبر أنه نمط سلوكي لديهم على الرغم من رغبتهم بذلك، ولكن الخوف الشديد من الرفض يجعلهم متجنبين لهذا التفاعل، يتطور هذا الاضطراب خلال فترة المراهقة ويسبب مشاكل في التعاملات للمصاب ومن حوله.

 

عوامل الخطر في الإصابة باضطراب الشخصية التجنبي

يبدأ اضطراب الشخصية التجنبية عادة في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات من عمرك، من المرجح أيضًا أن يؤثر AVPD على الأشخاص المصابين بإحدى الحالات الصحية العقلية الآتية:

 

  • الاكتئاب السريري (اضطراب اكتئابي كبير).
  • اضطراب الاكتئاب المستمر.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب الهلع.
  • فقدان الشهية العصبي.
  • اضطراب الشراهة عند تناول الطعام.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية؟

 

  • الوراثة: أشارت الدراسات إلى مساهمة الجينات بحوالي 64٪ من احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية التجنبي.
  • المزاج أثناء الطفولة: وجد الباحثون روابط بين سمات مزاجية معينة أثناء الطفولة وتطور اضطراب الشخصية التجنبي، وتشمل الصلابة، وفرط الحساسية، والانغلاق، التضييق على الطفل لتجنب الأذى بشكل أكثر من المعتاد، وتزايد الخوف والضيق.
  • نمط التعلق: نمط التعلق الخائف يعتبرأقرب الأنماط للإصابة بالاضطراب، ويكون الشخص في هذا النمط لديه رغبة في التقارب مع الآخرين ولكنه لا يثق بهم أو يخشى الرفض منهم، ويتطور هذا النمط منذ الطفولة حينما يقابل الطفل الرفض من والديه.
  • بيئة الطفولة المبكرة: إن التعرض للرفض والمعاملة بشكل مختلف عن الآخرين خلال مرحلة الطفولة قد يساهم في تطور الاضطراب. 

أعراض اضطراب الشخصية التجنبي

العلامة الرئيسية لاضطراب الشخصية التجنبية هو الخوف الشديد من الرفض الذي يجعلك تختار العزلة بدلاً من التواجد حول الناس، يمكن أن يختلف هذا النمط من السلوك من معتدل إلى متطرف، وتشمل:

  •  ضعف الصورة الذاتية، والحساسية الزائدة للنقد.
  • القلق المفرط بشأن النقد أو الرفض.
  • التردد في التعامل مع الآخرين إلا إذا كانوا متأكدين من قبول وحب الآخرين.
  • المعاناة من القلق الشديد (العصبية) والخوف في المواقف والعلاقات الاجتماعية، وهذا قد يؤدي بهم إلى تجنب الأنشطة أو الوظائف التي تنطوي على التواجد مع الآخرين.
  • الشعور بالخجل في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من عدم الانسجام أو الشعور بالإحراج نتيجة فعل خاطئ.
  •  الميل إلى المبالغة في المشاكل المحتملة أو تفسير ردود الفعل على محمل سلبي.
  • ندرة المبادرة إلى تعلم شيئ جديد.

اقرأ أيضًا:

الرهاب الاجتماعي | يمكنك الخروج من الفقاعة!

 

الأعراض التشخيصية لاضطراب الشخصية التجنبي

تتضمن المعايير التشخيصية لاضطراب الشخصية التجنبية نمطًا مستمرًا لأربعة على الأقل من السلوكيات التالية:

  • تجنب الأنشطة الجماعية لتجنب الرفض أو السخرية من الآخرين.
  • عدم الرغبة في الانخراط مع الآخرين إلا إذا كانوا متأكدين من حب الآخرين.
  • التحفظ والسلبية في العلاقات المقربة لأنهم يخافون من السخرية أو الاستغلال.
  • القلق الشديد بشأن انتقاد الآخرين لهم أو رفضهم لهم في المواقف الاجتماعية العادية.
  • الشعور بالخجل في المواقف الاجتماعية الجديدة لأنهم يشعرون بعدم الكفاءة.
  • التقييم السلبي للذات ووصف أنفسهم بأنهم بصفات سلبية مثل عدم المهارة أو الدونية.
  • التردد في التقدم للمبادرة وتجربة أشياء جديدة خوفًا من الحرج.

اقرأ أيضًا:

تقدير الذات | 9 نصائح سترفع تقديرك الذاتي

ما الفرق بين اضطراب القلق الإجتماعي واضطراب الشخصية التجنبي؟

يتشابه الاضطرابان أحيانًا عند تجنب المشاركات الإجتماعية، ولكن يكمن القلق وراء الخوف من المشاركات الإجتماعية في اضطراب القلق الإجتماعي وليس بالضرورة أن يظهر في تجنب التفاعلات مع المحيط الخارجي،  ولا ينطوي على تشوه في الصورة الذاتية، لكن يتميز اضطراب الشخصية التجنبي بتجنب التعاملات الإجتماعية خوفًا من الحرج ولتدني الصورة الذاتية بشكل أساسي.

أشارت الدراسات إلى عدم وجود ارتباط بين الاضطرابين، فحوالي ثلثي المصابين باضطراب الشخصية التجنبي لم يعانوا المعايير التشخيصية لاضطراب القلق الإجتماعي، قد يجتمع الاضطرابان في نفس الشخص وتظهر الأعراض بصورة شديدة.

علاج اضطراب الشخصية التجنبي  AVPD

علاج_نفسي_ناجح
علاج اضطراب الشخصية التجنبي AVPD

تساعد الرغبة الكامنة لدى المصابين بهذا الاضطراب في بناء علاقات والتفاعل الإجتماعي في الاستجابة إلى العلاج.

 

العلاج النفسي أو العلاج بالكلام هو العلاج المفضل لاضطرابات الشخصية، الهدف من العلاج هو مساعدتك على الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكارك وسلوكك، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تعلم آليات التعامل مع الآخرين بشكل أكثر إيجابية.

 

هناك نوعان محددان من العلاج النفسي الذي يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من AVPD، وهم: 

العلاج النفسي الديناميكي

يهتم هذا النوع من العلاج على الأصول النفسية للمعاناة العاطفية من خلال التأمل الذاتي، والنظر في أشكال علاقاتك وأنماط سلوكك، هذا يساعدك على فهم نفسك بشكل أفضل، يمكن أن يساعدك على تغيير طريقة تعاملك مع الآخرين وبيئتك.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

 يستهدف هذا النوع من العلاج عواطفك ودوافعك، يساعدك المعالج أو الطبيب النفسي على إلقاء نظرة على أفكارك وعواطفك، لفهم أفكارك ودوافع سلوكك، من خلال العلاج السلوكي المعرفي، يمكنك التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية، وتعلم كيفية تبني أنماط وعادات تفكير أكثر صحة، وقد يركز بشكل خاص على تطوير المهارات الاجتماعية.

 مضاعفات اضطراب الشخصية التجنبي

يستجيب المصابون بالاضطراب إلى العلاج عندما تبادر به، لكن يتسبب ترك الحالة AVPD دون علاج  إلى حدوث مضاعفات مثل:

  • الإصابة بحالة صحية نفسية أخرى، مثل الاكتئاب واضطراب تعاطي المخدرات واضطرابات الأكل.
  • زيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • انخفاض معدل الرضا عن الحياة.
  • صعوبات العمل.
  • ضعف الأداء الاجتماعي.

 

في النهاية، تقف الأفكار كدافع أساسي وراء سلوك المريض في هذا الاضطراب، اللجوء إلى حل هذه الأفكار بمعرفتها والتعامل معها سيقلل حجم الإصابة والمضاعفات.

 

 

 المراجع:

 

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9761-avoidant-personality-disorder

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

اتصل بنا

    ساعات العمل

    الأحد - الخميس 9:00 ص - 5:00 م
    الجمعة والسبت 11:00 ص - 2:00 م

    بيانات المتصل

    قطر ٠٠٩٧٤٥٥٧٦٤٦٠٠
    مصر ٠٠٢٠٢٠١٠٦٠٣٤٤٢٧٦